فصل: موعظة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.فصل في جواز البكاء على الميت:

ويجوز البكاء على الميت لما ورد عن أنس رضي الله عنه قال: شهدت بنتًا للنبي صلى الله عليه وسلم تدفن ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عند القبر فرأيت عينيه تدمعان. رواه البخاري.
وعن ابن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود.
فلما دخل عليه وجده في غشية فقال: «قد قضي». فقالوا: لا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاءه بكوا فقال: «ألا تستمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم». وأشار إلى لسانه. متفق عليه.
وأخبار النهي محمولة على بكاء معه ندب أو نياحة. وعن أسامة بن زيد قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيًا لها في الموت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر وتحتسب». فعاد الرسول فقال: إنها أقسمت لتأتينها.
قال: فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل قال: فانطلقت معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء». متفق عليه.
إِنْ كُنْتَ تَرْجُو مِنَ الرَّحْمَنِ رَحْمَتُهُ ** فَارْحَمْ ضِعَافَ الْوَرَى يَا صَاحِ مُحْتَرِمًا

وَأَقْصِدْ بْذَلِكَ وَجْه اللهِ خَالِقُنَا ** سُبْحَانَهُ مِنْ إِلَهٍ قَدْ بَرَى النَّسَمَا

وَاطْلُبْ بِذَلِكَ مِنْ مَوْلاكَ رَحْمته ** فَإِنَّمَا يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ مِنْ رَحِمَا

آخر:
اصْبِرْ لِمُرّ حَوَادِثٍ تَجْرِي ** فَلْتَحْمِدَنَّ مَغَبَّةَ الصَّبْرِ

واجْهَدْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ مَيْتَتِهَا ** وَاذْخَرْ لِيَوْمِ تَفَاضُلَ الذُّخْرِ

فَكَأَنَّ أَهْلَكَ قَدْ دَعَوْكَ فَلَمْ ** تَسْمَعْ وَأَنْتَ مُحَشْرِجَ الصَّدْرَ

وَكَأَنَّهُمُ قَدْ قَلَّبُوكَ عَلَى ** ظَهْرِ السَّرِيرِ وَأَنْتَ لا تَدْرِي

وَكَأَنَّهُمْ قَدْ زَوَدُوَكَ بِمَا ** يَتَزَوَّدُ الْهَلْكَى مِنَ الْعِطْرِ

يَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَنْتَ إِذَا ** غُسِلْتَ بِالْكَافُورِ وَالسِّدْرِ

أَوْ لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَنْتَ عَلَى ** نَبْشِ الضَّرِيحِ وَظُلْمَةِ الْقَبْرِ

يَا لَيْتَ شِعْرِي مَا أَقُولُ إِذَا ** وَضِعَ الْكِتَاب صَبِيحَةِ الْحَشْرِ

مَا حُجَّتِي فِيمَا أَتَيْتُ عَلَى ** عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ وَمَا عُذْرِي

يَا سَوْأَتَا مِمَّا اكْتَسَبْتُ وَيَا ** أَسَفِي عَلَى مَا فَاتَ مِنْ عُمْرِي

أَلا أَكُونُ عَقِلْتُ شَأْنِي فَاسْتَقْبَلْتُ ** مَا اسْتَدْبَرْتُ مِنْ أَمْرِي

اللهم ثبت قلوبنا على دينك وألهمنا ذكرك وشكرك واختم لنا بخاتمة السعادة واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فصل:
ولما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب فقالت: فاطمة رضي الله عنها: واكرب أبتاه. فقال: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم». فلما مات صلى الله عليه وسلم قالت: يا أبتاه أجاب رب دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه.
فلما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فاطمة رضي الله عنها: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب.
ولما بلغت أبا بكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نائمًا عند ابنه خارجة بالسنخ جاء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكشف عن وجهه ووضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال: وانبياه واخليلاه واصفياه وخنقه البكاء ثم خرج للناس وعمر يكلمهم فقال: اجلس يا عمر. قال أبو بكر أما بعد:
من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}.
قال: فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلاها منه الناس كلهم فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها. ويقول حافظ إبراهيم في عمر حول هذه الآية وبيعة أبي بكر وإسراع عمر رضي الله عنه في مبايعة أبي بكر يوم السقيفة وَلَمِّهِ شَعَثَ المسلمين عند الاختلاف.
وَمَوْقِفٍ لَكَ بَعْد الْمُصْطَفَى افْتَرَقَتْ ** فِيهِ الصَّحَابَةُ لَمَّا غَابَ هَادِيهَا

بَايَعْتُ فِيهِ أَبَا بَكْرٍ فَبَايَعُهُ ** عَلَى الْخِلافَةِ قَاصِيهَا وَدَانِيهَا

وَأَطْفَئْتُ فِتْنَة لَوْلا إِلَهُ غَشّتْ ** بَيْن الْقَبَائِل وَانْسَابَتْ أَفَاعِيهَا

بَاتَ النَّبِيُ مُسَجَّى فِي حَظِيَرِتِهِ ** وَأَنْتَ مُسْتَعر الأَحْشَاءِ دَامِيهَا

تَهِيمُ بَيْنَ عَجِيجِ النَّاسِ فِي دَهَشٍ ** مِنْ نَبَأة قَدْ سَرَى فِي الأَرْضِ سَارِيَهَا

تَصِيحُ مِنْ قَال نَفْس الْمُصْطَفَى قُبِضَتْ ** عَلَوْتَ هَامَتَهُ بِالسَّيْفِ أَبْرِيهَا

أََنْسَاكَ حُبُّكَ طَهَ أَنَّهُ بَشَرٌ ** يَجْرِي عَلَيْهِ شُؤُونَ الْكَوْنِ مُجْرِيهَا

وَأَنَّهُ وَارِدٌ لابد مَوْرِدَهُ ** مِنَ الْمَنِيَّةِ لا يَعْفِيهِ سَاقِيهَا

نَسِيتَ فِي حَقِّ طَهَ آيَةً نَزَلَتْ ** وَقَدْ يُذَّكَرُ بِالآيَاتِ نَاسِيهَا

ذَهَلْتُ يَوْمًا فَكَانَتْ فِتْنَةً عَمَمٌ ** وَثَابَ رُشْدُكَ فَانْجَابَتْ دَيَاجِيهَا

فَلِسَقِيفَةِ يَوْمًا أَنْتَ صَاحِبُهُ ** فِيهِ الْخِلافَة قَدْ شِيدَتْ أَوَاسِيهَا

مَدَّتْ لَهَا الأَوْسُ كَفًا كَي تَنَاوَلَهَا ** فَمَدَّتِ الْخَزْرَجُ الأَيْدِي تُبَارِيهَا

وَظَنَّ كُلُّ فَرِيقٍ أَنَّ صَاحِبَهُمْ ** أَوْلَى بِهَا وَأَتَى الشَّحْنَاء آتِيهَا

حَتَى انْبَرَتْ لَهُمْ فَارْتَدَّ طَامِعُهُمْ ** عَنَهَا وَآخَى أَبُو بَكْرٍ أَوَاخِيهَا

وَقَوْلُهُ لِعَلِيٍّ قَالَهَا عُمَرُ ** أَكْرِمْ بِسَامِعِهَا أَعْظِمْ بِمُلْقِيهَا

حَرَّقْتَ دَارَكَ لا أُبْقِي عَلَيْكَ بِهَا ** إِنْ لَمْ تُبَايِعْ وَبِنْت الْمُصْطَفَى فِيهَا

مَا كَانَ غَيْرُ أَبِي حَفْصٍ يَفُوهُ بِهَا ** أَمَامَ فَارِسِ عَدْنَانٍ وَحَامِيهَا

كِلاهُمَا فِي سَبِيلِ الْحَقِّ عَزْمَتُهُ ** لا تَنْثَنِي أَوْ يَكُونُ الْحَقُّ ثَانِيهَا

اللهم أعطنا من الخير فوق ما نرجو واصرف عنا من السوء فوق ما نحذر. اللهم علق قلوبنا برجائك واقطع رجاءنا عمن سواك. اللهم إنك تعلم عيوبنا فاسترها وتعلم حاجتنا فاقضها كفى بك وليًا وكفى بك نصيرًا يا رب العالمين. اللهم وفقنا لسلوك سبيل عبادك الأخيار واغفر لنا ججولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

.موعظة:

عباد الله إن القلوب إذا قست واستولى عليها حب الدنيا دواؤها النافع بإذن الله ذكر الله جل وعلا وتلاوة كتابه العزيز وزيارة المقابر لترى فيها بعينك ما صار أليه الأكابر والأصاغر ترى فيها الملوك والوزراء والوجهاء والجبابرة والظلمة والمتكبرين والفسقة صرعى في ضيق تلك الحفائر وقد كانت الدنيا على سعتها تضيق عما لهم من آمال وأماني.
وترى هناك أحباء الله وأولياءه وعباده الصالحين الكل حكم عليه العزيز الحكيم القهار بالموت فلبوا طائعين أو مكرهين وأصبح الكل منفردًا لا أنس له إلا ما قدمه من الأعمال فالمطيع لله الذي امتثل ما أمر الله به وانتهى عما نهى الله عنه في روضة من رياض الجنة وعنده عمله الصالح.
وأما الآخر فلو أنطقه الله لقال لك كلامًا تقطع له القلوب حسرات يقول: إن الحكم العدل جازاني بما استحق وإني بعذاب لا تحتمله الجبال الراسيات وإني مستحق لذلك لأني اغتررت بالدنيا وزخارفها فلم اعبأ بأوامر ربي ولا نواهيه واقتحمت الموبقات لذا صرت إلى ما لو رأيته لصعقت وذهلت وغشي عليك، وملئت رعبًا واشتعل شعرك شيبًا ولم تنتفع بعد قوله بأكل وشرب ورأيت أحداقًا على الخدود سائلة، ورأيت أعظمًا غير متماسكة وأوصالاً متقطعة ورأيت جماجمًا قد علاها الدود والخشاش كأنها الأنابيب، ورأيت ما كان مجتمعًا متفرقًا رميمًا ورأيت الصديد والقيح يجري فيا له من منظر ما أفزعه ويا له من سفر ما أطوله.
والعجب ممن يزور القبور ويسمع ذلك ويصدق به ويأكل ويشرب وينام مطمئنًا ما كأنه سيساكنهم عن قريب، ماتت القلوب فأصبحت لا تنتفع بالوعظ والتذكير ولا بزاجر الموت وهو أبلغ زاجر للأحياء، فزر يا أخي القبور معتبرًا وانتبه من هذه الغفلة، الموت مهما مد في عمرك لابد أن يأتيك فكن منه على حذر فإنه لا يؤمن أن يفجأك وأنت سارح في أودية الدنيا. وما أكثر موت الفجأة في زمننا بواسطة السيارات والقز والكهرباء والطائرات ونحو ذلك.
تَحُومُ عَلَيْنَا لِلْمَنَايَا حَوَائِمُ ** كَأَنَّا حُبُوبُ وَالْحَمَامُ حَمَائِمَ

وَلَمْ أَرَ كَالدًّنْيَا حِبَالَة صَائِدٍ ** تَرَى النَّمْلَ فِي إِشْرَاكِهَا وَالضَّرَاغِمُ

وَلَوْ عَلِمَتْ مِنْهُ الْبَهَائِمُ عِلْمَنَا ** إِذَا هَزَلَتْ خَوْف الْمَنُونِ الْبَهَائِمُ

حَيَاةٌ وَمَوْتٌ ذَا لِذَاكَ مُبَايِنٌ ** وَبَيْنَهُمَا لِلنَّائِبَاتِ تَلازُمُ

فَيَا صَاحِبِي رَافِقْ رَفِيقًا يَمَانِيًّا ** فَإِنَّكَ لِلْبَرْقِ الشَّامِي شَائِمُ

وَنَادِمْ نَدَامَاكَ التُّقَا وَصِحَابَهُ ** فَإِنَّكَ يَوْمًا لِلْمَنَايِا مُنَادِمُ

آخر:
هُوَ الْمَوْتُ فَاحْذَرْ أَنْ يَجِيئَكَ بِغْتَةً ** وَأَنْتَ عَلَى سُوءٍ مِنَ الْفِعْلِ عَاكِفُ

وَإِيَّاكَ أَنْ تَتْرَكَ مِنَ الدَّهْرِ سَاعَةً ** وَلا لَحْظَةً إِلا وَقَلْبُكَ وَاجِفُ

وَبَادِرْ بِأَعْمَالٍ يَسُرُّكَ أَنْ تَرَىَ ** إِذَا نُشِرَتْ يَوْمَ الْحِسَابْ الصَّحَائِفُ

آخر:
فَمَا مِنْ صَبَاحٍ جَاءَ إِلا مُؤَدِّبًا ** لأَهْلِ الْعُقُولِ النَّافِذَاتِ الْبَصَائِرُ

أُبِيدَتْ قُرُونُ قَبْلُ قَدْ كُنْتَ بَعْدَهَا ** وَأَنْتَ عَلَى لَهْوِ الْقُرُونِ الأَصَاغِرُ

كَأَنَّكَ لَمْ تَدْفِنْ حَمِيمًا وَلَمْ تَكُنْ ** لَهُ فِي حِيَاظِ الْمَوْتِ يَوْمًا بِحَاضِرِ

نَسِيتَ لَظَى عِنْدَ ارْتِكَابِكَ لِلْهَوَى ** وَأَنْتَ تُوَقَّى حَرَّ شَمْسِ الْهَوَاجِر

آخر:
كَأَنَّكَ قَدْ رَحِلْتَ عَنِ الْمَبَانِي ** وَوَارَتْكَ الْجَنَادِلُ وَالصَّعِيدُ

وَنَادَاك الْحَبِيبُ فَلَمْ تُجِبْهُ ** وَقُرْبُكَ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا بَعِيدُ

وَأَصْبَحَ مَالُكُ الْمَجْمُوعُ نَهْبًا ** وَعَطَّلَ بعداك القصر المشيد

وَصَارَ بَنُوكَ أَيْتَامًا صِغَارًا ** وَعَانَقَ عِرْسَكَ الْبَعَلُ الْجَدِيدُ

وَأَكْبَرَ مِنْهُ أَنَّكَ لَسْتَ تَدْرِي ** شَقِيٌ أَنْتَ وَيْحَكِ أَمْ سَعِيدُ

اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار واسكنا معهم في دار القرار. اللهم وفقنا بحسن الإقبال عليك والإصغاء إليك ووفقنا للتعاون في طاعتك والمبادرة إلى خدمتك وحسن الآداب في معاملتك والتسليم لأمرك والرضا بقضائك والصبر على بلائك والشكر لنعمائك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
فصل:
وروي أنه لما قبض أبو بكر رضي الله عنه وسجي عليه ارتجت المدينة بالبكاء فجاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه مستعجلاً مسترجعًا حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر.
فقال: رحمك الله يا أبا بكر فلقد كنت إلف رسول صلى الله عليه وسلم وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره، وكنت أول القوم إسلامًا وأخلصهم إيمانًا وأشدهم لله يقينًا وأخوفهم لله وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأحسنهم صحبة وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق وأرفعهم درجة وأشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم خُلُقًا وفضلاً وهديًا وسمتًا وأكرمهم عليه فجزاك الله عن رسوله وعن الإسلام والمسلمين خيرًا.
صَدَّقْتَ رسول الله حين كذبه الناس وواسيته حين بخلوا وقمت معه حين قعدوا وكنت عنده بمنزله السمع والبصر وسماك الله في كتابه صديقًا فقال: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}.
وصحبته في الشدة أكرم صحبة ثاني اثنين وصاحبه في الغار والمنزل عليه السكينة ورفيقه في الهجرة.
وخلفته في دين الله وأمته أحسن الخلافة حين ارتدوا فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي نهضت حين وهن أصحابه وبرزت حين استكانوا وقويت حين ضعفوا.
ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت خليفة رسول الله حقًا لن تنازع ولن تضارع برغم المنافقين وكبت الحاسدين قمت بالأمر حين فشلوا واتبعوك فهدوا كنت أخفضهم صوتًا وأقلهم كلامًا وأصدقهم منطقًا وأبلغهم قولاً وأشجعهم نفسًا وأشرفهم عملاً.
كنت للمؤمنين رحيمًا حين صاروا عليك عيالاً، حملت أثقال ما عنه ضعفوا، ورعيت ما أهملوا، وعلمت ما جهلوا، وصبرت إذا جزعوا ورجعوا برأيك رشدهم فظفروا ونالوا برأيك ما لم يحتسبوا.
كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك وكنت كما قال ضعيفًا في بدنك قويًا في أمر الله عز وجل متواضعًا في نفسك عظيمًا عند الله عز وجل جليلاً في أعين الناس كبيرًا في أنفسهم، لم يكن لأحد فيك مغمز ولا لقائل فيك مهمز، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه، القريب والبعيد عندك سواء.
وأقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم، شأنك الحق وبالصدق والرفق اعتدل بك الدين وقوي بك الإيمان فسبقت والله سبقًا بعيد واتعبت من بعدك إتعابًا شديدًا رضينا عن الله قضاءه وقدره وسلمنا له أمره.
والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثلك أبدًا، كنت للدين عزًا وحرزًا وكهفًا فألحقك الله بنبيك صلى الله عليه وسلم ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك. فسكت الناس حتى قضى كلامه ثم بكوا حتى علت أصواتهم. وقالوا: صدقت يا ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما مرض أبو بكر رضي الله عنه ترك التطبب تسلمًا لأمر الله تعالى فعاده الصحابة رضي الله عنهم فقالوا: ألا ندعوا لك طبيبًا ينظر إليك فقال: نظر إلي. قالوا: وما قال؟ قال: إني فعال لما أريد. واستخلف في مرضه عمر بن الخطاب بمشاورة جماعه من الصحابة.
لِلْمَوْتِ فَاعْمَلْ بِجِدٍّ أَيُّهَا الرَّجُلُ ** وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ مُرْتَحِلِ

إِلِى مَتَى أَنْتَ فِي لَهْوٍ وَفِي لَعِبٍ ** تُمْسِي وَتُصْبِحُ فِي اللذَاتِ مُشْتَغِلُ

كَأَنَّنِي بِكَ يَا ذَا الشَّيْبِ فِي كُرَبٍ ** بَيْنَ الأَحِبَّةِ قَدْ أَوْدَى بِكَ الأَجَلُ

لَمَّا رَأَوْكَ صَرِيعًا بَيْنَهُمْ جَزَعُوا ** وَوَدَّعُوكَ وَقَالُوا قَدْ مَضَى الرَّجُلُ

فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ يَا مِسْكِينُ فِي مَهَلٍ ** مَا دَامَ يَنْفَعُكَ التِّذْكَارُ وَالْعَمَلُ

إِنَّ التَّقِيَّ جِنَانُ الْخُلْدِ مَسْكَنُهُ ** يَنَالُ حُورًا عَلَيْهَا التَّاجُ وَالْحُلَلُ

وَالْمُجْرِمِينَ بِنَارٍ لا خُمُودَ لَهَا ** فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنَ الأَوْقَاتِ تَشْتَعِلُ

روي أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود رحمه الله باع دارًا بمأتيين ألف درهم فقيل له لو اتخذت من هذا المال ذخرًا فقال أنا أجعل هذا المال ذخرًا لي عند الله واجعل الله سبحانه ذخرا لولدي ثم تصدق بالمال كله.
تَغَطَّ بِأَثْوَابِ السَّخَا فِإِنَّنِي ** أَرَى كُلَّ عَيْبٍ وَالسَّخَاءَ غِطَاؤء

وَقَارِنْ إِذَا قَارَنْتَ حُرًّا فِإِنَّمَا ** يُزَيِّنُ وَيَزْرِي بِالْفَتَى قناؤه

وَيُظْهِرُ عَيْبَ الْمَرُءِ فِي النَّاسِ بُخْلَهُ ** وَيَسْتُرُهُ عَنْهُمْ جَمِيعًا سَخَاؤه

آخر:
وَقَائِلَةٌ مَا بَالَ مالك نَاقِصًا ** وَأَمْوَال كُلّ الْعَالَمِينَ تَزِيد

فَقُلْتُ لَهَا إِنِّي أَجُودُ بِمَا حَوَتْ ** يَدِي وَبَعْضُ النَّاسِ لَيْسَ يَجُودُ

آخر:
الْمَالُ يَغْشَى رِجَالاً لا سَمَاحَ لَهُمْ ** كَالسَّيْلِ يَغْشَى أُصُولَ الدَّمْدَمِ الْبَالِي

أَصُونُ عِرْضِي بِمَالِي لا أُدَنِّسُهُ ** لا بَارَكَ الله بَعْدَ الْعِرْضِ فِي الْمالِ

أَحْتَالُ لِلْمَالِ إِنْ أَوْدَى فَأَكْسَبُهُ ** وَلَسْتُ لِلْعِرْضِ إِنْ أَوْدَى بِمُحْتَالٍ

جاءت امرأة إلى الليث بن سعد بإناء صغير تطلب منه عسلاً وقالت: إن زوجي مريض فأمر لها بقربة ملآنة عسلاً فقيل له إنها طلبت قدحًا صغيرًا فقال إنما طلبت على قدرها ونحن أعطيناها على قدرنا. وجاء رجل إلى سعيد بن العاص يسأله شيئًا فأمر له بخمسمائة وأطلقه فقال الرجل مستفهمًا من سعيد هذه دنانير أو درهم فقال سعيد ما أردت إلا الدراهم ولكن حيثما ترددت أنت في ذلك فغيرها دنانير فجلس الرجل يبكي فقال سعيد: ما يبكيك. فقال: أبكي على رجل مثلك ينزل تحت التراب.
اللهم ثبت محبتك في قلوبنا وقوها وألهمنا ذكرك وشكرك ويسرنا لليسرى وجنبنا العسرى واغفر لنا لوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فصل:
وقال أبو بكر رضي الله عنه نعم الولي عمر أما أنه لا يقوى عليهم غيره، وما هو بخير له أن يلي أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم إن عمر رآى لينًا فاشتد ولو كان واليًا للان لأهل اللين ثم دعا بعثمان بن عفان رضي الله عنه.
فقال له: اكتب هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين أما بعد فإني قد استخلفت عليكم ثم أغمي عليه فكتب عثمان عمر بن الخطاب لما سمع منه قبل ذلك ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي ما كتبت فقرأ عليه ذكر عمر فقال: جزاك الله عن الإسلام وأهله خيرًا.
ثم رفع أبو بكر يديه فقال: اللهم إني وليت خيرهم ولم أرد بذلك إلا صلاحهم وخفت عليهم الفتنة وفعلت فيهم ما أنت أعلم وقد حضرني في أمري ما قد حضر فاجتهدت لهم والرأي ووليت عليهم خيرهم، هو أقواهم عليهم وأحرصهم على رشدهم ولم أرد محاباة عمر وأنا خارج من الدنيا وداخل في الآخرة فاخلفني فيهم فهم عبادك ونواصيهم بيدك.
أصلح لهم واليهم عمر، واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدي نبيه نبي الرحمة وهدى الصالحين بعده وأصلح له أمر رعيته، وكتب بهذا العهد إلى أمراء الأجناد إني قد وليت عليكم خيركم ولم آل نفسي ولا المسلمين خيرًا ثم دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إني مستخلفك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر إن لله حقًا في الليل لا يقبله في النهار وحقًا في النهار لا يقبله في الليل وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بأتباعهم الحق وثقله عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق غدًا أن يكون ثقيلاً.
وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفًا، يا عمر إنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة وآية الشدة مع آية الرخاء ليكون المؤمن راغبًا راهبًا فلا ترغب فتتمنى على الله فيها ما ليس لك ولا ترهب رهبة تلقى فيها ما بيدك.
يا عمر إنما ذكر الله أهل النار بأسوء أعمالهم ورد عليهم ما كان من حسن فإذا ذكرتهم قلت إني لأرجو أن لا أكون من هؤلاء.
وإنما ذكر الله أهل الجنة بأحسن أعمالهم لأنه تجاوز لهم ما كان من سيء فإذا ذكرتهم قلت أي عمل من أعمالهم أعمل فإن حفظت وصيتي فلا يكن غائب أحب إليك من الموت، وهو نازل بك وإن ضيعت وصيتي فلا يكن غائب أكره إليك من الموت ولست تعجزه.
وكان رضي الله عنه يقول: اعلموا عباد الله إن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه ولا يطفئ نوره فصدقوا قوله واستنصحوا كتابه واستضيئوا منه ليوم الظلمة.
وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال: انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي فنظرنا فإذا عبد نوبي يحمل صبيانه وإذا ناضج كان يسقي بستانًا فبعثناهما إلى عمر فبكى عمر.
وقال: رحمة الله على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن أكيس الكيس التقوى فذكر الحديث وفيه فلما أصبح غدا إلى السوق فقال له عمر رضي الله عنه: أين تريد؟ قال: السوق قد جاءك ما يشغلك عن السوق.
قال: سبحان الله يشغلني عن عيالي. قال: نفرض بالمعروف. قال: ويح عمر إني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئًا. قال: فانفق في سنتين أخرى ثمانية آلاف درهم.
فلما حضره الموت قال: قد كنت قلت لعمر إني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئًا فغلبني فإذا أنا مت فخذوا من مالي ثمانية آلاف درهم وردوها في بيت المال قال فلما أتى عمر قال: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده تعبًا شديدًا.
وأخرج بن سعد عن أبي بكر بن حفص بن عمر قال: جاءت عائشة رضي الله عنها إلى أبي بكر رضي الله عنه وهو يعالج ما يعالج الميت ونفسه في صدره فتمثلت بهذا البيت:
لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءَ عَنِ الْفَتَى ** إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ

آخر:
وَإِذَا الْمَنِيَّةُ أَقْبَلَتْ لَمْ تُثْنِهَا ** خَيْلٌ مُطَهَّمَةٌ وَلا أَمْوَالُ

فنظر إليها ثم قال: ليس كذلك يا أم المؤمنين ولكن {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} إني كنت نحلتك حائطًا في نفسي منه شيئًا فرديه إلى الميراث. قالت: نعم. فرددته. فقال: إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارًا ولا درهمًا ولكننا قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا وليس عندي من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضج وجرد هذه القطيفة فإذا مت فابعثي بهن على عمر وابرئي منهن. ففعلت.
فلما جاء الرسول عمر بكى حتى جعلت دموعه تسيل في الأرض ويقول: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده يا غلام ارفعهن. فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: سبحان الله تسلب عيال أبي بكر حبشيًا وبعيرًا ناضحًا وجرد قطيفة ثمن خمسة دراهم.
قال: فما تأمر؟ قال: تردهن على عياله. فقال: لا والذي بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق:- أو كما حلف- لا يكون هذا في ولايتي أبدًا ولا خرج أبو بكر منهن عند الموت وأردهن أنا على عياله، الموت أقرب من ذلك.
تِلْكَ الرِّجَالُ وَغَبَنٌ أَنْ يُقَالُ لِمَنْ ** لَمْ يَتَّصِفْ بِمَعَالِي وَصْفُهُمْ رَجُلٌ

والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه سلم.
موعظة:
ابن آدم كأنك بالموت وقد فجأك وألحقت بمن قد سبقك من الأمم ونقلك من الفلل والعمائر إلى بيت الوحدة والوحشة والظلم ومن ذلك إلى عسكر الموتى مخيمة بين الخيم مفرقًا من مالك ما اجتمع ومن شملك ما انتظم وليس لك قدرة فتدفعه بكثرة الأموال ولا بقوة الخدم وندمت على التفريط ولات ساعة ندم.
فيا عجبًا لعين تنام وطالبها مجد في طلبها لم ينم، متى تحذر مما توعد وتهدد، ومتى تضرم نار الخوف في قلبك وتتوقد، إلى متى حسناتك تضمحل وسيئاتك تتجدد، وإلى متى لا يهو لك زجرًا الواعظ وإن شدد وإلى متى وأنت بين الفتور والتواني تردد متى تحذر يومًا تنطق فيه الجلود وتشهد ومتى تقبل على ما يبقى وتترك ما يفنى وينفد.
متى تهب بك في بحر الوجد ريح الخوف والرجا متى تكون في الليل قائمًا إذا سجى أين الذين عاملوا مولاهم بالإخلاص وانفردوا وقاموا في الدجى فركعوا وسجدوا وقدموا إلى بابه في الأسحار ووفدوا وصاموا هواجر النهار فصبروا واجتهدوا، لقد ساروا وتخلفت وفاتك ما وجدوا وبقيت في أعقابهم وإن لم تسرع وتجتهد بعدوا.
فتنبه وتيقظ يا مسكين قبل أن يفاجئك هادم اللذات فلا تقدر على استدراك لما فات، قال الله جلا وعلا: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
وَمُسْنَدُونَ تَعَاقَرُوا كَأْسَ الرَّدَى ** وَدَعَا بِشُرْبِهِمْ الْحَمَامُ فَأَسْرَعُوا

بَرَكَ الزَّمَانُ عَلَيْهِمُوا بِجُرَّانِه ** وَهَفَتْ بِهِمْ رِيحُ الْخُطُوبِ الزَّعْزَعُ

خُرْسٌ إِذَا نَادَيْتَ إِلا أَنَّهُمْ ** وَعَظُموا بِمَا يَزعُ اللَّبِيبِ فَأْسَمَعُوا

وَالدَّهْر يَفْتِكُ بِالنُّفُوسِ حَمَامُهُ ** فَلِمَنْ تُعَدُّ كَرِيمةٌ أَوْ تُجْمَعُ

عَجَبًا لَمَنْ يُبْقِي ذَخَائِرَ مَالَهُ ** وَيَظَلُّ يَحْفَظُهُنَّ وَهُوَ مُضَيِّعُ

وَلِغَافِلٍ وَيَرَى بِكُلِّ ثَنِيّةِ ** مُلْقًى لَهُ بَطْنُ الصَّحَائِفِ مَضْجَعُ

أَتَرَاهُ يَحْسُبُ أَنَّهُمْ مَا أَسْأَرُوا ** مِنْ كَأْسِهِ أَضْعَافَ مَا يَتَجَرَّعُ

اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة في الرشد ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.